النهاية

التقدم بالعمر، قرب النهاية.. وشوك وحتمية السقوط

الموت بكل معانية رغم تشبث الروح بقسوة .. حياة بلا أي علامات حيوية

تحيا على ذكريات لبعدها تبدو مستحيلة أو متخيلة

كل ما تمتلكه الآن هو الوقت و إنتظار مفآجأة الموت الصباحية المتوقعة

صور..أشخاص.. أماكن

تمتلك معاني و ذكريات لكن لم يتبقى أحد منها ليعزز هذه الذكرى

تبقى مجرد صور توقف الزمن لوهله لأخذها، و ليت الحياة تقف حين نكون سعداء و تنتهي

و ليت الزمن يعوض الشباب الذي يسدى و نحن نبحث عن ذاتنا.. خوف مستمر من مستقبل مجهول

و حاضر مسلوب بالحيرة و القلق.. نركض بلهفه بدون نفس خلف سراب لا ينتهي و لا يتحقق

حلم سخيف .. لن يتحقق و إن تحقق لن يغير هذا اي شيء سنلهف خلف شيء آخر.. و نشوة الإنتصار تعيش لدقائق

و لن ننتهي حتى ننتهي ..

لن نتعلم سنفشل و لن نتعلم مجددا .. سنندم على كل شيء لم نفعله

سنفكر برأي كل شخص و سنصدق كل ما يقولون.. سنعيش من أجل رضائهم و من أجل إقناعهم بأننا ربما نستحق كل شيء بدافع الإنتصار لذاتنا..

سندعي أننا بخير.. لأن الحزن هو انكسار و دعوة للآخرين بالتصديق بأننا ضعفاء و مهمشين و قابلين للكسر رغم بشريتنا سنكابر بالألم و نجاهر بالغضب ..

سنبكي لوحدنا.. نضحك للجميع.. سنكذب نفسنا و نصدق الجميع .. سنصفق للجميع و نهشم جماجمنا

سنسامح كل مخلوق كل حي كل قاتل .. إلا ذاتنا

سنقاتل حتى آخر لحظة لنثبت أهميتنا في الوجود للجميع بلا إستثناء.. بدون وعي عما يعني ذلك لأنفسنا

سنرضى كل دجال، كل منافق، كل صديق، كل عدو، كل العائلة و الأعراف و التقاليد كل معتقد و كل عرف لنعطي لهذه النفس الخاوية معنى..

سنهرب و نبني برجا عاتيا.. لكل من يتحدى أصغر فكرة اعتنقناها حين كنا رضعا.. بلا قرار بلا وعي بلا إختيار سنحاكم كل من ينقصها سنقصيه من كل إعتبار مستقبلي..

سننسى من نكون لأننا لم نكن يوما..