top of page
Sky

طمأنينة الوحدة

Writer's picture: Rawan Rawan

في الأول من أغسطس سنة 1996 يستذكر هذا الشخص الذي فضل "عدم الإفصاح عن هويتة" نظراً لكونه شخصيه خياليه من إنتاج الكاتب و ليس له وجود خارج عقله ..


يسترسل هذا المجهول في الحديث قائلاً:


"لا اعرف كيف أشعر اليوم و قد شهدت 50 خريفاً في عمري, ربما يجب أن أكون شاكراً لحياتي .. لصحتي .. لعائلتي لكن أكن للحياة مشاعر أخرى معقدة فأنا أعلم بأن الحياة تأخذ بالكم الذي تعطي بشكل مباشر أو غير مباشر فأنا أشعر بالخوف أكثر من الإمتنان في كل يوم من حياتي.. لكن هذه السنه لدي أحساس مختلف بأني ربما حان الوقت لي أن أكتب عن حياتي قليلاً لأني سئمت القراءه و النهايات التي يفرضها علي الكاتب أريد أن أخلق نهايتي أريد أن أرسم طريقاً غير متوقعاً .. كل متغيراته هي قراراتي.

لن أكترث لما يريد القارئ .. أكتب لي أكتب لكي لا أموت منفياً منسياً .. النهايات السعيدة توجد في قصاصات الأطفال.. أريد نهايتي أن تكون ملكي و مضحكه .. نعم مضحكه حد البكاء. لنصل لنهاية منطقية أريد أن ارسم معكم بداية سأتكلم عن جانب مظلم من الحياة و تفسيراً آخر للحاجة الإجتماعية الملحة للقبول و التوافق..


كنت طفلاً يحب العبث بالتربة و الدود و كان ذلك مقززاً لكل رفاقي .. و أمي .. لكن كنت أستمتع بالتجربة .. البحث و العبث و ربما تهرباً من رفض الأطفال كوني لا أشكل عنصراً هاماً منذ أعوامي الأولى في المدرسة تبلورت لدي فكرة أني غريب و لا أنتمي و إن أردت أن أنتمي "فيتوجب علي" و كأنه فرضاً إجتماعياً أن تقبل بما يتصرف به الجميع و تتنازل عن نفسك لتقى بذالك الترحيب المجتمعي الحار.

فعلت ذلك لعدة سنوات من ما خلف هوه بهويتي كشخص و ما أريد في هذه الحياة خصوصاً في سنوات النكسة الكبرى و التفكير في المستقبل "من أنا؟ ماذا أريد أن أكون؟"


يترآى لنا بأن فعلنا ما هو مقبول لعائلتنا .. لمجتمعنا .. لأصدقائنا هذا سيجعل الحياة أسهل يتخفيف العراقيل الخارجية لكنها كذبة عليك الحذر منها, أكبر المعارك التي تُخسر تلك التي تخوضها لأي أحد غير نفسك..

تعلمت بالطريقة القاسية أن عائلتك إن كانوا يحبونك كما تقول كلامتهم .. سيتعلموا حبك مجدداً و أصدقاءك يجب أن تتعلم أن تودع ما لا يدعم تحولك و تطورك و من يلبسك ثوب البارحه و يقزم حجمك ليرتاح لصغرك و لا يفزعه نموك.. و المجتمع ما هو إلا كلمه مجهولة نكبرها لنرعبك لا أكثر و لا أقل. فليس كل رأي يجب أن تعريه إهتماماً.. و ليس كل كلمة يجب أن تسمع, لكل إنسان لساناً و ليسوا ذوي حكمه متكآفأه .. الإنسان قادر على الكلام و إطلاق أشد الأحكام ألماً بثواني بدون أي جهد فكري و لا وعي بنتائج ذلك فلا تعطيهم القوة المطلقه بتصديق كل ما يقال..


تعلم أن تطمئن في وحدتك و أن تبعث عن العلاقات التي تضيف لك كما تضيف لها ..

تعلم ان تستمتع و تستلذ بالتعرف على ذاتك في ساعات الوحدة ..

تعلم أن ترسم الحدود و المعالم لما هو مسموح لك و للآخرين ..

إن لم تطمئن في وحدك و أسرفت وقتاً بحثاً عن الحشود فقتكسب مؤقتاً و تخسر نفسك مؤبداً ..


أسعد و أسوء لحظات حياتي قضيتها وحدي .. حياتي كانت مسرحاً كبيراً كنت المؤدي فيه و الحضور..

و نهايتي عزيزي القارئ سأموت وحيداً .. ليس لأني وحيداً بل لأني غير قادر على نقل تجربتي الإنسانية لشخص ما و أشعر حقاً أنه يفهم .. ليس تقليلاً بقدرات البشر حولي لكن ربما هو ضعف في قدرتي على التواصل أو قدرة فائقه لدي على الشعور تفوق من هم بحولي.


كان من الجميل لو أن قدر الحياة بأن شخصاً ما .. شاركني هذه التجربة الإنسانية الرائعة بكل آلامها و جمالها .. لو أن شخصاً ما كان مُقدر له أن يكون هنا في الكرسي الذي أمامي ليشاطرني هذه القهوه و ضحكتي الوحيدة جداً و أن يعي حقاً ما أقول.


حياة أخرى؟ ربما."

223 views

Recent Posts

See All
bottom of page